منذ كم من سنة ونحن نندد بإعتداءات الصهاينة على إخواننا في فلسطين؟
منذ كم من سنة ونحن نكرر أننا نرفض أن يتم الإساءة إلى نبينا عليه الصلاة والسلام؟
هل غيًر التنديد، والشجب، والاستنكار شيئا من هذه الأمور.
لا، للأسف لا شئ تغير، إستمر الصهاينة في الإعتداء على أهلنا في فلسطين، وأستمر الرسامون في رسوماتهم المسيئة، بل تضاعفت الاساءة، لأن الاساءة لمقدسات المسلمين أصبحت أسرع طريق للشهرة وزيادة عدد مبيعات المجلة.
ألا يدل هذا على أن هناك خطأ ما، نحن نستنكر وندين، والمشكلة لا زالت قائمة.
نعم هناك خطأ ما،
التنديد والاستنكار هو أضعف الإيمان، وهو أبسط شئ وأسهل شئ، لأن كل شخص يستطيع القيام به،
أن تخرج للشارع، وتقف لمدة معينة من الوقت، ترفع اللافتات وتصيح وتصرخ بأنك ترفض الاعتداءات والاساءة، ثم تعود لبيتك، وتستمر في حياتك وتنسى الأمر، لأنك تظن أنه بخروجك، قد أرحت ضميرك وأقنعت نفسك أنك فعلت كل ما في وسعك، وتردد قوله تعالى ” لا يكلف الله نفسا الا وسعها”.
هذا هو الخطأ، أن تكتفي فقط بالتنديد والاستنكار، ربما يعلم عنه من قام بالاساءة وربما لا، ثم تظن أنك قد أديت واجبك اتجاه أهلك في فلسطين او نبيك محمد عليه الصلاة والسلام.
نريد الآن الفعل، العمل، نريد أن نرى شيئا ذا فعالية وأثر. جربنا الإدانة والاستنكار وبقي الحال على ما هو عليه.
علينا الآن أن نطرح الأسئلة حتى نفهم الأمر جيدا:
إعتدى علينا الصهاينة لأنهم يعتقدون أن فلسطين هي أرض اليهود التي اختارها الله لهم؟
إعتدوا علينا، لأننا ضعفاء ولم يجدو أي جهاد ورد عدوان من جهتنا؟
يعني العمل الحقيقي إتجاه فلسطين، هو أن تفهم جذور القضية، وتشارك ما تعلمت مع أهلك والناس من حولك. كيف تدافع عن قضية لا تعرف حثيثاتها وصاحب الحق فيها. إذن أولا تعلم.
ثانيا، الحقيقة المرة هي أن أمتنا ضعيفة، ولهذا تكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب. هذا شئ واضح ولا يحتاج إلى أي أمثلة. لا نقول أنك يجب أن تعيد للأمة مجدها وعزتها، لأن هذه مهمة لا يمكن أن يقوم بها فرد وحده، لكن الذي يمكنك عمله، هو استثمار مهاراتك وقدراتك وأوقاتك في سبيل إصلاح مجتمعك وبلادك. قم بالاتحاد مع أصحاب المهارات واستخرجو معا حلولا لمشاكل مجتمعكم. لو أن كل شخص تفانى في عمله وقام ببذل وقته في سبل الخير، لحلت الكثير من المشاكل ولتغير حالنا. ولكن…
شئ بسيط آخر، هو مقاطعة منتجات الدول التي تدعم الإحتلال، ما دام هناك البديل، لماذا تساهم في إقتصاد بلد يقوم بالاعتداء على إخوانك؟؟
بالنسبة للاساءة:
أساؤا لنبينا لأنهم لا يعرفونه حق المعرفة، هم فقط رأو ما يفعله بعض المحسوبين على الإسلام، فظنو أن هذا هو ما جاء نبينا الكريم. طبعا هناك من أساء عمدا لكن أتحدث عن الغالبية هنا.
إذن الاستنكار والادانة الحقيقية، هي أن تتمثل الأخلاق التي جاء بها هذا الرسول الكريم، أن تكون محبتك له محبة عمل وليس قول فقط. أن يكون قدوتك في كل شؤونك كما أمرك الله عز وجل: “لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة”.
كيف تستنكر الاساءة وأنت تحتال وتكذب، كيف تدين وأنت تغش وتتعامل بالربا، كيف تشجب وأنت بعيد كل البعد عن أوامر ونواهي الدين الذي جاء به نبينا عليه الصلاة والسلام.
عند الالتزام بتعاليم دينك والاستننان بسنة نبيك، تأتي مهمة أخرى، وهي دعوة أهلك وأصدقائك والناس من حولك، وتقديم النصح لهم.
علينا أن نغير الصورة التي حملها المجتمع الغربي عنا، قل لي بربك كيف تطمع أن يدخل أحد في الإسلام وهو يرى التخلف والجهل الذي يعيش فيه أهل الإسلام.
في الختام أقول كما قال شيخنا الدكتور راتب النابلسي حفظه الله: كفانا شجبا، كفانا إستنكارا، كفانا إدانة، نريد صمتا وعملا جادا لا أكثر.