هناك نكتة طريفة عن أن هناك شخصا عاش ولم يخطأ ولا مرة في حياته، والسر وراء ذلك هو أنه لم يقم بعمل أي شئ في حياته.
إذن علينا أن نتقبل فكرة أن الاخطاء شئ لا بد منه في حياة الذي يعمل ويجاهد في سبيل الوصول لتحقيق أهدافه وغاياته، إذا أردت أن لا تخطأ، فعليك أن تكون مثل صديقنا الذي لم يفعل أي شئ، لأن هذا هو الطريق الأكيد لتجنب القيام بالأخطاء.
أن أقول بأن الخطأ جزء من رحلة الحياة، لا يعني أبدا أنه عليك أن تتكاسل عن الأخذ بالاحتياطات اللازمة لتجنب الأخطاء عند القيام بعمل ما، وتردد في نفسك: إذا حدث أي شئ خطأ فهذا شئ طبيعي كما قرأت في أحد المقالات، ولكن على العكس، فنحن هنا نتحدث عن الأخطاء الغير المتوقعة والتي تحدث بعد أخذك بكافة الاحتياطات اللازمة، فهنا يجب عليك أن لا تتوقف عن العمل وتندب حظك السئ، ولكن عليك بالتعلم من الخطأ وتدرس أسبابه حتى تتجنبها ولا تقع في الخطأ مرة أخرى، ثم بعدها تستمر في إكمال مسيرتك.
لدينا حديث نبوي رائع يقول: ” لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين”. يعني أن المؤمن معرض للخطأ ولكن الفرق بينه وبين غيره من الناس هو أنه يتعلم من أخطائه، ولا يقف عندها ويردد : ” أنا دائما أخطئ، أنا لا أصلح لفعل أي شئ”.
فهناك بعض الطلبة من يرسب في سنة دراسية، ثم يسجل ويرسب مرة أخرى، ثم يرسب المرة الثالثة، والسبب في ذلك هو أنه لم يحاول معرفة الأسباب التي جعلته يرسب، مما يجعله يقوم بالدراسة والمراجعة والتحضير بنفس طريقة السنة السابقةّ، مما يؤدي إلى حصوله على نفس نتائج السنة السابقة وهي الرسوب، والكيس الفطن هو من يستشير أساتذته وأصدقائه حتى يعرف أسباب رسوبه، ثم بعدها يبحث عن أفضل الحلول لعلاجها ويقوم بتطبيقها. المبدأ يقول: أنت تجني ما تزرع، غير ما تزرع وسيتغير حتما ما تجني.
الله عز وجل فتح لنا أبواب التوبة وقد نتساءل لماذا؟ لأنه خالقنا ويعلم أننا معرضون للخطأ، ولهذا أمرنا بالتوبة لنكفر عن أخطاءنا ونعزم على عدم تكرارها مجددا.
الآن نعود إلى المربين وكيفية تعاملهم مع من أخطأ، وأقصد بالمربين هنا: المدرسون والأبآء وكل من هو مسؤول على فئة من الناس. القاعدة تقول: لا تعاقب على الخطأ ولكن عاقب على تكرار الخطأ. إذن، عند أول خطأ، لا تعاقب، بل قم بالتنبية وإعطاء توجيهات لتفادي تكرار هذا الخطأ مستقبلا. إذا قمت بالمعاقبة من أول مرة، فهذا يوصل رسالة للمخطأ مفادها أنه عليك أن لا تعمل ولا تحاول فعل شئ، حتى تتجنب القيام بخطأ، لتتجنب العقاب.
أضيف إلى كل هذا، عند القيام بخطأ يمتد أثره للإضرار بأشخاص آخرين، فعليك بالاعتذار، لأن هذا من الأخلاق، ولا تظنن الاعتذار مذلة أو هوان، فهو على النقيض من ذلك.
daoud daoud
باراك الله فيك .موفق ان شاء الله