التفكر والتأمل عملية صعبة ولهذا قل من يفعلها، وأصعب المراحل هي عند البداية حيث تحتاج منك المجاهدة والصبر حتى يصبح عادة لديك. كذلك السيطرة على التفكير والأمور التي تجري في عقلك شئ ممكن لكنها ليست عملية سهلة.
هناك بعض الأفكار التي ليس لها نفع والتي يفكر بها الغافلون عن الهدف من خلقهم، مثلالأفكار التي تجلب الخوف والقلق من أشياء في الغالب لن تحدث، وهذا من وساوس الشيطان حيث يقول الله عز وجل عنه: ” ولأضلنهم ولأمنينهم”، وهذه الأفكار من اللغو الذي نهانا الله عز وجل عنه. إذن أولا ركز وانتبه لهذه الأفكار عند مرروها في عقلك ثم قم بالتخلص منها حالا.
الأسباب التي تعيق وتمنع الناس من استخدام ملكة التفكير في الجانب الصحيح:
1/ اتباع قول الأكثرية وعدم التفكر والبحث والتدقيق في مدى صحته
2/ التكاسل الذهني بمعنى التقليد وعدم البحث عن طرق جديدة للقيام بالأعمال وتطوير طريقة الأداء. وأسوأ من ذلك هو عدم التفكر في الهدف من وجودك وإلى أين المصير بعد الموت
3/ كثرة التفكير مضرة وهذه قناعة خاطئة، إنما المضر هو الإسهاب في اختلاق الوساوس والأفكار السلبية. الشخص الحكيم هو الذي لا ينجرف وراء شهواته ومتع الحياة الدنيا لأنه مشغول بالتحضير للحياة الأبدية.
4/ التهرب من المسؤولية التي تترتب عن التفكر: الناس يفضلون العيش بأكاذيب سهلة على إتعاب أنفسهم في البحث عن الحقائق. فمعرفة أن هناك حسابا بعد الموت، يترتب عنه التحضير ومجاهدة النفس لهذا الامتحان العصيب
5/ الانجراف في تيار الحياة اليومية وعدم وجود وقت للقيام بالتفكر: كل شئ تعمله يجب أن يكون بنية مرضاة الله عز وجل
6/ النظر إلى الأشياء نظرة عادية والاعتقاد بأنه ليس هناك داع للتفكر: النظر الى الطعام، حركة الجسم، وكل شئ اعتدته من حولك.
يجب عليك أن تتخلص من جميع المعوقات التي ذكرناها حتى يتسنى لك التفكير السليم.
أشياء يمكنك البدأ بالتفكر فيها:
1/ أن تستيقظ في الصباح صحيحا من الأمراض، عندك قوت يومك. فهذا يؤدي بك إلى شكر الله عز وجل على هذه النعمة، أذكر دعاء سيدنا سليمان عليه السلام :” ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين “
2/ التفكر في ضعفك وقدرة أقل المخلوقات (بكتيريا) أن تجعل حياتك جحيما
3/ عند المرور في الطريق، تفكر في الناس حولك وفي المناظر وكل الأشياء المحيطة بك.
4/ التفكر في المشاكل والمصاعب التي تعترضك في يومك، وتتذكر بأنها مقدرة لك، وعليك أن تصبر لتنال الثواب وذلك مع الدعاء حتى يفرج الله عنك. إذن ابحث دوما عن الجانب الأيجابي في كل صغيرة وكبيرة تحدث لك (تأخر عن الموعد، رسوب في مادة، فوات الصلاة، …
5/ عند العمل أطلب المعونة من الله عز وجل واشكره على هذه المنة فهناك العديد من البطالين لا يجدون عملا، فالأنبياء كان يدعون وهم يقومون بالأعمال، مثل نبي الله موسى عندما ساعد المرأتين، قال: ربي إني لما أنزلت من خير فقير.
6/ تذكر الموت، فكل يوم يمر يقربك من الموت أكثر وأكثر. هل تضمن أنك ستعيش للخمس دقائق المقبلة، لا أحد يعلم، لأن الموت ليس بيدك أنت.
سؤال: لماذا يتحلل جسم الانسان بعد الموت؟
حتى يفهم الإنسان أن حقيقته ليست عبارة عن بدن، إنما هو روح، أما هذا البدن فهو لباسه لبسه لفترة محددة وتخلص منه. فاللباس أعطي لك حتى يستطيع الناس تمييزك. فيا خسارة من يمضي حياته في العمليات التجميلية والوقوف ساعات أمام المرآة، واللهث وراء متع الجسد من أكل وشرب وشهوة جنس. فكل شئ ستتركه خلفك، ولن يرافقك إلى دار الآخرة إلا عملك، فاحرص أن يكون عملا صالحا.
لهذا عليك أن لا تميز بين الناس بأبدانهم وأشكالهم (عنصرية)، ولكن بالروح لأنها هي الأصل.
وفي الختام: إذا كنت مؤمنا حق الإيمان فلا يمكنك أن تجزع عن وقوع المصائب ، لأنك واثق تمام الثقة أن المشكلة ستنفرج لأن الله عز وجل يقول: “إن مع اليسر يسر إن مع العسر يسرا”