أصبح العديد من الناس يتحدث عن وجود مؤامرة ماكرة و شريرة للقضاء  على الاسلام، وأصبح معظم الناس يقول أن كل ما يجري من أحداث في هذا العالم كان مخططا لها بدقة قبل أن تحدث. بعد مشاهدتي لسلسلة جديدة تدعى ” عصر الاستيقاظ ” وبعد مشاهدتي لحلقة “نظرية المؤامرة حقيقة أم خيال” من برنامج الوسطية للدكتور طارق السويدان حفظه الله، هذا ما خرجت به:
         حقا هناك مؤامرة منذ القدم من طرف الصهيونية للقضاء على الاسلام لانهم يعرفون بأنه هو الدين الحق، وبعض الاحداث التي وقعت، كان مخططا لها من طرف الصهيونية مثل أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
         معظم الناس عندما يعلم أن هناك مؤامرة لإفساد المسلمين ومحو الاسلام، يخاف ويشعر بالرهبة ويبدأ بتفسير أي حدث مهما كان صغيرا بأنه مؤامرة ويحس بأنه مسير وليس لديه القدرة على تغيير شئ لأن كل شئ مخطط له مسبقا، وهذا ما لا نريده. يجب أن يدفعك علمك بهاته المؤامرة الى العمل الجاد على نشر دينك و توعية الناس من حولك. يجب أن تكون من الفاعلين في أمتك، أن تكون من أصحاب العطاء. حاجتنا اليهم هي التي دفعتهم الى التحكم في أقدارنا ومصيرنا (لقد سمعت أن مناهج المدارس والجامعات تأتينا جاهزة من الغرب وكلنا نعرف أنهم لا يريدون بنا خيرا). وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال ” اليد العليا خير من اليد السفلى”. لهذا يجب أن نكون اليد العليا لا السفلى.
         كما نتفق كلنا، هم لم يخططوا لنا أن نخطئ، بمعنى أنهم لم يخططو لنا أن ننام عن صلاة الفجر أو أن نشاهد القنوات الهابطة، وكل هذا يفعله الانسان بملء ارادته. هم فقط استغلو اخطاءنا، فوفروا لنا القنوات الهابطة. اذن كل أصابع التقصير والاتهام تعود الينا نحن لابتعادنا عن الدين الحق، لابتعادنا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لتكاسلنا عن العلم والعمل الجاد. خذ مثلا الرسوم المتحركة، معظمها ان لم نقل كلها آتية من الغرب نحن فقط قمنا بدبلجتها، ونحن نعلم حجم الايحاءات الجنسية والعنف الذي تحويه هاته الافلام المتحركة والتي جعلت الاطفال ناضجين قبل أوانهم. الخطأ يعود بالطبع الينا لأننا لم نتعلم ولم نحسن من مستوانا حتى تنتج أفلام ذات جودة عالية تحوي القيم والمبادئ الاسلامية وتحترم سن وعقل الطفل. وقم باسقاط هذ المثال على العديد من النواحي الأخرى في حياتنا. مثال آخر هو القصص الاسلامية المصورة الموجهة للاطفال والتي يفضلون عليها القصص الغربية مثل سندريلا و بياض الثلج و…
         من كثرة اعتمادنا على الغرب أصبحنا نستورد منهم كل شئ الصالح والطالح مثل برامج الفن الهابطة، ورقص الراب الذي انتشر جدا بين الشباب حيث يقومون خلال الرقص بحركات في أيديهم (رموز شيطانية) المساكين لا يدرون عن معناها شيئا. أما الأغاني الغربية والحمد لله أنني أقلعت عن سماعهم، والتي تحوي كلمات غريبة لا توجد في أي لغة (رموز شيطانية كذلك) لا يدري معظمنا عن ماهيتها.
         شاهدت في سلسلة عصر الاستيقاظ حقائق عن برامج وافلام شركة ديزني الموجهة للاطفال والتي دبلجت للعربية وتعرض صباح مساء على قناة أم بي سي 3 و سبايس تون وغيرها، وبالادلة شاهدنا أن هذه البرامج تحوي على بعض الرموز الشيطانية ( مثل عين المسيح الدجال و كثرة الممسوخين والاشباح و…)، وكما قال الدكتور مصطفى أبو سعد كل قنوات الرسوم المتحركة العربية لا تصلح للاطفال الا واحدة وهي قناة الجزيرة للاطفال. اذن من الآن من فضلك قم بإزالة هاته القنوات وأعلم اخوتك وأفراد أسرتك عن سبب قيامك بهاته الخطوة.
اذن يبدو أن المرحلة القادمة صعبة بعض الشئ لكثرة الفساد الذي تفشى في الأمة ( فساد أخلاقي، فساد إداري، …)، والمؤامرات التي تحيط بالاسلام من كل جانب،  ولكن كما برهنت قوانين الادارة، 2 بالمئة من أفراد مجتمع ما قادرون على تغيير مجتمعهم للافضل. مطلوب من كل الواعين بحالة أمتنا والذين يؤلمهم هذا الانحطاط والتأخر عن الركب الذي لا يليق بأمة محمد، والمستعدين لبذل مهجهم وأوقاتهم في سبيل إعادة مجد الاسلام أن يبدأو العمل من هذه اللحظة، فقد وضعنا هدفا أمامنا وهو نهضة الأمة بحلول عام 2030 انشاء الله. إن كنت من المهتمين حقا بالموضوع فالحق بموقع مشروع التغيير الحضاري فمكانك مازال شاغرا ينتظرك.
” اللهم استعملنا في نهضة أمة نبيك محمد”